Fascination About الخير في الشر انطوى
Fascination About الخير في الشر انطوى
Blog Article
فقد بيَّن سبحانه وتعالى أن الحكمة التي يؤتاها فرد واحد (خير كثير) وأن الدنيا بأسرها ( متاع قليل) فإذا كان ما يستعظمه الناس من أمر الدنيا كلها، قليلاً إلى جانب ما يرزق فرد واحد من الحكمة، فأي سعادة تتملاها ضمائر الحكماء من هذا الخير الذي وصفه الله تعالى بأنه كثير...؟!
قال المصنف رحمه الله تعالى : عقيدتنا : الإيم... - ابن عثيمين
فالآن كون الله عز وجل يظهر الفساد أو كون الفساد يظهر وهو بتقدير الله عز وجل في البر والبحر، هل فيه حكمة ولا لا؟ فيه حكمة، هو نفسه شر، لكن لحكمة عظيمة بها يكون تقديره خيراً.
إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةِ وَشَر فَجاءَنا اللَّهُ بِهذا الْخَيْرِ ِفَهَلْ بَعْدَ هَذا الخَيْر َمِنْ شَرٍ? قَالَ: «نَعَمْ» وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّر مِنْ خَيْر?
وإذن فالخير والشر ليسا بعيدين عن الإنسان، فهما استعدادان أصيلان في نفسه، إذا شاء زكَّى نفسه بالاستمداد لها من جانب الروح، وإذا شاء دسَّاها بالميل مع خصائص الطين وغرائز الحيوان...
وعن “الحقيقة” التي هي في جوهرها الأعم درجات تفضي الي اليقين.. كعلم، وحق، وعين، يقول “الحلاج” في “طواسينه” البديعة:
وركز على الصم البكم الذين لا يعقلون , أي الذين لا يتحرك العقل فيما يسمعون ليسمعوا ما ينتجه لهم عقلا من خلال ما يختزنه من عقل , وليتكلموا بما ينتج للناس عقلا من خلال ما يختزنه من عقل , فهؤلاء هم شر الناس , والشريّة هنا في اللاعاقل وفي تحريك طاقتك فيما لا يحقق للحياة إنتاجا بل يسبب لها ضررا لأن الله سبحانه وتعالى أعطانا كل هذه الطاقات من أجل أن تكون عنصر إنتاج للحياة, فأنت حي ومسؤولية حياتك أن تعطي من حياتك حياة لأن الله أعطاك الحياة وعليك أن تحركها لتصنع منها حياة اوسع وأغنى .
. ثم نفخ الله تعالى من روحه سراً غير الروح الذي تحيا به الأبدان.
فهذا (الخير ) الذي شرط الله أن يعلمه في القلوب، ليس مالاً يُحاز، ولا عَرَضاً يقتنى، إنما هو خصائص، ونيّات، وصفات مما ينشئه الإيمان في القلوب.
قصة الغلام والمؤمن مع الملك الظالم عبدالستار المرسومي
ومِن هنا كانت حكمته - عزَّ شأنه - وكان منهجه في كتابه الحكيم - قائمًا على تقديم الخير على الشر.
والمعروف أنَّ الخير الحسِّي يعود أثره على ظاهر حياة الإنسان، في بدنه ،وثروته ،وبنيه، ومنصبه، وجاهه، ونحوه... ولكن الخير المعنوي، يرجع إلى باطن الإنسان... يرجع إلى ما أمدَّ به في تكوينه من خصائص الروح، وما لضميره من بصائر وملكات تستمد من تلك الخصائص.... فكل ما يعود على تلك المواهب والملكات الباطنة بالحياة وصدق الاستمداد، والقدرة على تحقيق الصفات مُثلاً فاضلة، فهو خير... خير للإنسان نفسه لأنه إحياء لحقيقته وما تضمنه تلك الحقيقة من حواس الوعي وملكاته.
مسجد حديث بطابع تراثي يفتح أبوابه الخير في عطف الشر للمصلين بقرية ميرني في تتارستان
أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود عضو هيئة كبار العلماء (سابقاً)